TaNjAwA AL KhAwA عاشق برشلونة
عدد المساهمات : 259 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 32
| موضوع: الفيفا : صراع المتناقضات في كلاسيكو كاتالونيا و معلومات رائعه السبت ديسمبر 12, 2009 6:30 am | |
|
الفيفا - صحيح أن عشاق نادي برشلونة وأنصاره يعيشون بشغف وتشويق كبيرين مباراة كلاسيكو إسبانيا أمام الغريم التقليدي ريال مدريد، ولكن مباراة ديربي كاتالونيا أمام إسبانيول لا تخلو من الإثارة والحماس كذلك. فإذا كانت موقعة البرشا-الريال تتسم بطابع الندية والتنافس على المستوى الوطني، فإن المواجهة بين بلاوجرانا ولوس بيريكيتوس تتميز بطابع الخصومة بين الإخوة الأعداء على الصعيد المحلي.
ولم تخل المعارك التاريخية بين قطبي مدينة برشلونة من الفرجة والحماس والتشويق منذ أن تقابل الفريقان في أول مباراة بينهما.
فقد نشأ كلا الناديين من قبل مجموعة من الأصدقاء الذين كانوا يعشقون كرة القدم حتى النخاع فقرروا تشكيل فريقين للإستمتاع باللعب سوية. ويرجع تاريخ تأسيس برشلونة إلى عام 1899 حينما جمع السويسري هانس جامبر مجموعة من الرجال، أغلبهم من الأجانب، لتشكيل نواة الفريق في بادئ الأمر، بينما عمد مجموعة من الإسبان (أغلبهم ينحدرون من كاتالونيا) إلى إنشاء فريق منافس سنة 1900 أطلقوا عليه اسم إسبانيول. لكن مجرى الأحداث التاريخية تغير مع مرور السنين، ليصبح اليوم نادي بلاوجرانا بمثابة رمز من أهم رموز الهوية الكاتالونية، بينما تضطلع قلعة بلانكيازول بدور ثانوي في هذا الصدد.
وبغض النظر عن المتاهات ذات البعد السياسي والثقافي، فإن التاريخ الذي يهمنا في سجل مباريات ديربي برشلونة هو ما كتبه الفريقان فوق أرضية الملعب على مدى أكثر من قرن من الزمان.
جذور الصراع
ستستضيف قلعة كامب نو يوم السبت المقبل المباراة رقم 151 في تاريخ المواجهات الثنائية بين برشلونة وإسبانيول في منافسات دوري الليجا الإسبانية. ويرجع أول لقاء خاضه الفريقان ضمن هذه المسابقة إلى يوم 7 أبريل/نيسان 1929 على أرضية ملعب لاس كورتس، معقل برشلونة آنذاك، حيث عادت نتيجة المباراة لمصلحة أصحاب الأرض بهدف يتيم من توقيع ساستريه. وقد تُوج بلاوجرانا بلقب بطل الدوري ذلك الموسم، بينما كان لقب كأس الملك من نصيب إسبانيول، لكن الهوة بين الفريقين بدأت تتسع شيئاً فشيئاً مع مرور السنوات والعقود، إلى أن بلغت ذروتها في المواسم الأخيرة.
بلغة الأرقام
بينما واصل برشلونة تألقه محلياً وقارياً ليفرض نفسه كواحد من عمالقة كرة القدم العالمية في يومنا هذا، فإن إسبانيول ظل يراوح مكانه مكتفياً بسجل يتيم قوامه أربعة ألقاب لكأس الملك وميداليتان لوصيف بطل كأس الإتحاد الأوروبي UEFA. ولا مجال لمقارنة تلك الحصيلة الهزيلة بخزانة غريمه التي تحمل في ثناياها 25 كأساً محلية و19 درعاً للدوري الإسباني بالإضافة إلى ثمانية ألقاب لكأس أسبانيا، ناهيك عن سجله القاري الباهر الذي يضم ثلاث كؤوس لأبطال أوروبا وأربعة ألقاب لكأس الأندية الفائزة بالكأس، وغيرها من الألقاب والكؤوس والميداليات والجوائز.
كما تميل الكفة لصالح برشلونة بالنظر إلى سجل مبارياته على أرضه أمام جاره إسبانيول، إذ فاز لوس كوليس 57 مرة وتعادلوا في تسع مباريات فقط. ورغم التفوق الواضح لنجوم بلاوجرانا بين أسوار قلعة كامب نو، إلا أن لوس بيريكيتوس نجحوا أحياناً في إفساد الحفلة على خصومهم في عقر دارهم، كما كان الحال في موقعة يونيو/حزيران 2007. فبينما كان رونالدينيو ورفاقه يتأهبون للإحتفال بفوز ثمين في طريقهم إلى حسم لقب الليجا لصالحهم، انبرى راؤول تامودو (أكثر اللاعبين مشاركة مع إسبانيول) للكرة وأودعها في شباك فيكتور فالديز في آخر دقيقة من عمر المباراة ليعادل النتيجة 2-2 ويقضي على آمال الغريم التقليدي في التتويج بلقب الدوري الإسباني، الذي كان من نصيب عملاق العاصمة ريال مدريد.
طرائف الديربي
منذ الموسم الماضي، أصبح كل فريق من الفريقين يعول على خدمات مدرب سبق له أن دافع عن قميص النادي خلال مسيرته فوق المستطيل الأخضر. فقد كان جوسيب جوارديولا بمثابة مايسترو خط وسط برشلونة عن سن لا يتجاوز 20 سنة خلال حقبة فريق الأحلام بقيادة المدرب يوهان كرويف وها هو اليوم يقف على قمة الإدارة الفنية للفريق الذي يُعد امتداداً لذلك الذي شكل الداهية الهولندي نواته الأساسية قبل عقدين تقريباً. ولسخرية الأقدار فإن جد جوارديولا كان عاشقاً لنادي إسبانيول حتى النخاع ولكن محاولات إقناع حفيده بتبني اللونين الأبيض والأزرق باءت بالفشل، ليقرر سباستيا جوارديولا في النهاية تغيير قميصه بآخر يطغى عليه اللونان الأزرق والبنفسجي من أجل جوسيب الذي ارتبط ولعه بكرة القدم بحبه لبرشلونة ونجومه.
وعلى الطرف الآخر يقف مدرب إسبانيول ماوريسيو بوتشيتينو، الذي استهل مشواره الكروي كلاعب في صفوف نيولز أولد بويز قبل أن يترك موطنه ليلتحق بقلعة لوس بيريكيتوس سنة 1994.
وبعد ستة مواسم ناجحة رفقة ثاني أكبر أندية برشلونة، التحق المدافع الأرجنتيني بالدوري الفرنسي لخوض تجربة احترافية أوروبية جديدة، لكنه سرعان ما عاد إلى أحضان إسبانيول سنة 2004 حيث لعب موسمين إضافيين قبل أن يضع حداً لمشواره فوق المستطيل الأخضر ليصبح بذلك اللاعب الأجنبي الأكثر دفاعاً عن قميص قلعة بلانكيازول، حيث خاض 275 مباراة مع الفريق.
وعاد بوتشيتينو إلى ناديه الكاتالوني قبل عام بالضبط ليضطلع بمهمة إخراجه من ظلمات النزول إلى نور البقاء في مصاف أندية الصفوة، وقد نجح في مهمته تلك بقيادة الفريق لاحتلال المركز العاشر في الترتيب النهائي بعدما كان قد وضع رِجلاً في دوري الدرجة الثانية.
ولعل إيفان ديلابينيا يعد اللاعب الوحيد بين زملائه وخصومه اليوم الذي عاش تجربة اللعب في صفوف الفريقين. فبعدما برز في منتصف تسعينات القرن الماضي كواحد من النجوم الواعدين في ترسانة برشلونة تحت قيادة كرويف، اضطر صانع الألعاب الذي يمتار بشعره الحليق إلى البحث عن فضاء أرحب لصقل مواهبه فشد الرحال إلى لاتسيو ثم أولمبيك مارسيليا، قبل أن يستقر به المقام في مدينة برشلونة مجدداً، لكن بألوان إسبانيول هذه المرة.
وشكلت عودة ديلابينيا إلى أرض الوطن بداية مرحلة زاهرة جديدة في حياته الرياضية، حيث تلقى أول دعوة للإنضمام إلى صفوف المنتخب الوطني وتألق مع ناديه الجديد بشكل لافت للنظر، قبل أن تعود لعنة الإصابات لمطاردته من جديد، إذ سيغيب عن مباراة الديربي مرة أخرى عندما يتقابل قطبا برشلونة في معركة طاحنة يوم السبت.
الحالة الراهنة
يدخل الفريقان غمار موقعة الديربي وهما يعيشان وضعين مختلفين تماماً. فبينما يواصل برشلونة حصده للأخضر واليابس في منافسات الدوري المحلي الذي يتصدر ترتيبه بفارق خمس نقاط عن غريمه التقليدي ومطارده المباشر ريال مدريد (ولو بفارق مباراة إضافية عن بقية الأندية)، فإن إسبانيول يتخبط في أزمة نتائج خانقة إذ لم تعد تفصله سوى ثلاث نقاط عن منطقة الخطر.
ورغم هذا التباين الواضح بين الطرفين، فإن مباريات الديربي والكلاسيكو غالباً ما تكون فوق كل اعتبار، إذ يكفي التذكير بسيناريو الزيارات الخمس الأخيرة التي قام بها لوس بيريكوس إلى قلعة الكامب نو، إذ لم يخسر فيها إسبانيول إلا مرة واحدة، بينما فجر مفاجأة من العيار الثقيل في آخر مواجهة جمعته بغريمه التقليدي شهر فبراير/شباط الماضي، حيث فاز عليه في عقر داره بنتيجة 2-1 بفضل هدفين سجلهما إيفان ديلابينيا. وقد كانت تلك النتيجة بمثابة الإنتصار الأول لنجوم بلانكيازول داخل أسوار قلعة بلاوجرانا منذ 27 سنة.
فهل سيكون أبناء بوتشيتينو قادرين على تكرار إنجاز الموسم الماضي؟ وفي حال نجاحهم في العودة بثلاث نقاط، من المتوقع أن يهدي تامودو ورفاقه هذا الفوز لروح الفقيد داني خاركيه، الذي وافته المنية الصيف الماضي خلال معسكر الفريق في إيطاليا بعد مرور أيام قليلة على توليه شارة قيادة إسبانيول.
الفيفا
| |
|